لماذا وراء كل جريمة مدمن؟

كتب: أحمد طارق عبد التواب 

أصبحت المخدرات ظاهرة عالمية يعاني منها الكثير من دول العالم، والمخاطر الناجمة عنها وتفشي أعمال الجرائم بشتي صورها تستدعي لضرورة التصدي لها ومحاربتها بشتي السبل والوسائل والحد والقضاء على هذا الظاهرة التي تؤدي إلى ضياع الشباب وهلاك المجتمعات، ووضع إستراتيجيات وقائية أسرية ومجتمعية للحصول علي مجتمع بلا مخدرات أي مجتمع بلا جرائم.

فأصبحت المخدرات مرض العصر بالنسبة للشباب وغيرهم فكثير منهم يظنون انها المفر الوحيد للهروب من الواقع الذين يمرون به حتي آمتدت الكارثة الي ان أنتشرت المخدرات بين الأطفال دون شعور الأسرة، بسبب انشغالها بأمور اخري قد تكون مادية، فيلجأ العديد الي تعاطي المخدرات بحجة نسيان الهموم والمشاكل، فيقع الشباب فريسة لبعض الأوهام من ضعفاء النفوس والمروجين. 

وقد قال الدكتور "عمرو عثمان" مدير صندوق مكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات ،ان المخدرات هي السبب الرئيسي في 79% من الجرائم التي ترتكب علي مستوي الجمهورية، وأن من مرتكبي جرائم الاغتصاب كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، و58% من جرائم هتك العرض، و23.7% من مرتكبي جرائم السرقة بالإكراه ،ووقوع حوالي 35% من مرتكبي جرائم الانتحار حيث ان المخدرات تكون هي الدافع الأول وراء الكثير من الجرائم.

كما أشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بأن عدد الحرائق لعام 2015،بلغت 37.583 ألفا وان من أهم الأسباب التي أدت إلي اندلاع الحرائق هي النيران الناجمة عن القاء جسم مشتعل بنسب كبيرة يكون المتسبب فيها هو متعاطي المواد المخدرة نتيجة لعدم وعيه الكافي نتيجة لتأثير المواد المخدرة علية. 

قد يأتي أمامنا خبرًا بتخلص ابن من أمه أو قتل زوج لزوجته،او قتل اخ او انتحار شاب كل هذة الجرائم بسبب إدمان المخدرات.

ففي قرية ميت سلسيل بالدقهلية كانت الواقعة الأشهر لإيام عديدة فكيف لإب في الثلاثينات ان يقتل طفلية الصغيرين الذي لم يتجاوز اكبرهما 5 سنوات بألقائهم في مياة ترعة فارسكور، دون ادني رحمة وان السبب وراء ارتكابة للجريمة هو تعاطية للمواد المخدرة بحجة الحالة النفسية السيئة والاكتئاب، حيث اعترف المتهم بتعاطية للمواد المخدرة أمام التحقيق. 

كما شهد مركز الحوامدية شاب في منتصف العشرينات من عمرة علي قتل وإصابة 6 أفراد من عائلتة بسبب خلافات علي الميراث، حيث كشفت التحقيقات ان الدافع الرئيسي للجريمة التي حولت الشاب مجرم وهي تعاطية المواد المخدرة.

وفي احدي المحافظات القت زوجة وطفلتها أنفسهم من الطابق الخامس بسبب اعتداء زوجها عليها بالضرب المبرح لرفضها اقتراض أموال من الجيران لشراء المواد المخدرة ،فكانت المخدرات سبب موت زوجتة وعجز ابنتة. 

والكثير الكثير من الجرائم المختلفة التي يكون الدافع ورائها أنواع المخدرات المختلفة كما أن هناك بعض الدوافع لتعاطي المخدرات أهمها الدوافع النفسية فامعظم من يتعاطون المخدرات بدافع الاكتئاب الشديد والمشاكل النفسية المتعدده.

وتعد المخدرات وحالات الإدمان تسبب غياب الوعي الكافي لدي الشخص وهذا يكون حول الأضرار التي تنتج عن المواد المخدرة وما تحتوي علية، أيضا التنشئة الغير صحيحة وهي التي تتمثل في دخول الشخص مراحل تربوية غير سليمة، وقد يكون في حاله عزله عن أفراد المجتمع، أيضا غياب الدين والتفكك الأسري وغياب الرقابة عن الأبناء وهذا يكون خلال حالات الطلاق أو وفاة أحد الوالدين وهي من الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات.

أيضا انتشار البطالة والجهل وإعطاء المال بغزارة دون وجود شخص رقيب، وكثرة وقت الفراغ لدي الشخص وعدم وجود سبل الحوار بين الأسر والتشتت الأسري ورفاق السوء، فيجب على الإنسان أن يحاول ويفكر قبل أن يتمتع بلذات وقتية تؤدي به الي هلاك نفسه وأسرتة، فيجب أن يكون سعيدا بأيمانة ليس بأدمانة.