سن اليأس عند الرجال حقيقة صامتة لا يجب تجاهلها !

سن اليأس عند الرجال حقيقة صامتة لا يجب تجاهلها !

عند الحديث عن "سن اليأس"، غالبًا ما يتبادر إلى الأذهان النساء فقط، حيث ترتبط هذه المرحلة بانقطاع الطمث وما يصاحبه من تغيرات هرمونية وجسدية. لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الرجال أيضًا يمرون بمرحلة مشابهة، تُعرف طبيًا بأسم "سن اليأس عند الرجال" أو الأندروبوز، وهي مرحلة من التغيرات النفسية والجسدية نتيجة انخفاض تدريجي في هرمون الذكور (التستوستيرون).ويقول دكتور إيهاب إبراهيم ،  إستشاري التوليد وأمراض النساء أن هذه المرحلة لا تحدث فجأة كما هو الحال لدى النساء، بل تتطور ببطء، وغالبًا ما تبدأ في سن الأربعين أو الخمسين، وقد تمر دون أن يلاحظها الرجل إلا عندما تتفاقم الأعراض.

ما الذي يحدث؟

مع التقدم في السن، يبدأ هرمون التستوستيرون في الإنخفاض بمعدل طبيعي، ولكن عند بعض الرجال، يكون هذا الانخفاض أكبر من المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض واضحة تؤثر على جودة حياتهم.

أبرز الأعراض:

- تراجع في الرغبة الجنسية.

- ضعف أو صعوبة في الانتصاب.

- شعور مستمر بالتعب والإرهاق.

- تقلبات مزاجية أو إكتئاب خفيف.

- إنخفاض في الكتلة العضلية وزيادة في الدهون، خصوصًا في منطقة البطن.

- ضعف في التركيز أو الذاكرة.

- شعور بعدم الثقة بالنفس أو فقدان الدافع.

و يضيف دكتور إيهاب بأن المشكلة تكمن في أن معظم الرجال لا يعترفون بهذه التغيرات، ويعتبرون التعب أو التراجع في النشاط أمرًا طبيعيًا مع التقدم في السن، أو يتجاهلونه تمامًا خوفًا من نظرة المجتمع.

هل هناك علاج؟

بالتأكيد، ولكن الخطوة الأولى تبدأ بالوعي. إذا شعر الرجل بأي من هذه الأعراض، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص، غالبًا طبيب الغدد الصماء أو المسالك البولية، لإجراء فحص دم بسيط يحدد مستوى هرمون التستوستيرون.

العلاج قد يشمل:

تغيير نمط الحياة: ممارسة الرياضة بانتظام، اتباع نظام غذائي صحي، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتقليل التوتر.

العلاج الهرموني: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالعلاج التعويضي بهرمون التستوستيرون، ولكن يجب أن يكون تحت إشراف طبي صارم لتجنب آثاره الجانبية.

الدعم النفسي: سواء من خلال جلسات علاج نفسي أو مجرد الحديث مع مختص يمكنه المساعدة على تجاوز هذه المرحلة بأمان.

ويختتم دكتور إيهاب المقال بأن 
"سن اليأس عند الرجال" ليس ضعفًا، وليس عيبًا، بل هو جزء طبيعي من دورة الحياة، ويمكن التعامل معه بوعي ومسؤولية. الإهتمام بالنفس، وعدم التردد في طلب المساعدة، هما أولى خطوات الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.

أيها الرجل، إن شعرت بأنك "لم تعد كما كنت"، فتذكّر أن الحل يبدأ بالسؤال، وأن القوة الحقيقية تبدأ من الإعتراف بالحاجة للتغيير.