رؤية موجزة حول العقلية العربية
بقلم / مصطفي جمال عبد المجيد
كل من يُخاطبك بلا عقلانية يُهين ذكائك , الذي يُخاطبك خارج مبادئ العقلانية يُهين إنسانيتك لأن الإنسان لا يصبح إنساناً إلا بالعقل , فإذا خاطبتني خارج العقل فقد أهنت إنسانيتي .
دعونا نفترض أن هناك خمسة أشخاص مكبلون بالحديد علي قضيب السكة الحديدية و منهم أربعة مكبلون بجوار خط يمر عليه القطار كل فترة وهم الفنانين ، بينما شخص واحد مُكبل بمفرده بجوار خط مهجور للسكك الحديدية وهو الطبيب وحين لمح عامل السكك الحديدية أن هناك قطار قادم أصابه الهلع خوفاً على حياة الأربع أشخاص المكبلون على الخط الذى سيمر عليه القطار.
فكَّر الرجل بسرعة وقرر تحويل مسار القطار ليسير على الخط المهجور، بما أن هناك شخص واحد فقط فبذلك هو أنقذ حياة الأشخاص الأخرين بحيث أن هذا القرار قد يحقق أقل خسائر ممكنة من وجهة نظر عامل السكك الحديدية .
فإنه وللوهلة الأولى يتبين لنا أن عامل السكك الحديدية قد أصاب القرار السليم وهذا من منطلق منطق الكم .... ولكن حين نفكر بمنطق ( الكيف ) سنكتشف أنه قد أخطأ كثيراً وذلك لأن الشخص الطبيب الذي ضحى به عامل السكك الحديدية كان هو أذكى الأشخاص الخمسة ، لأنه الوحيد الذى يمتلك العلم الذي ينفع البشرية ... أما البقية الذين أنقذ العامل حياتهم فهم الأغبياء والسفهاء .
ربما يبدو للأغلبية أن هذا التحليل غير منطقي وغير إنساني إلا أن هذا هو الفارق الواضح بين المجتمعات التي تصنع الذكاء وبين المجتمعات التي تصنع الغباء صنعاً بين أفرادها .
فنجد أن بعض المجتمعات العربية تضحي بالأذكياء فحين نجد المجتمعات المتقدمة تلهث القيادات وراء العقول وتنفق عليها لأن الأذكياء والعقلاء يقودون المجتمع ويصنعون السعادة حتى للأغبياء أيضاً اذاً هناك مجتمعات تصنع الذكاء وأخرى تصنع الغباء , وهذا هو حال العقلية الاستقطابية التي تعجز عن رؤية التطيف .








